دولتان في ربع وطن
ماذا يحدث بين دولتي غزة والضفة!!؟
من أجل أسوأ كذبة في التاريخ الفلسطيني، كذبة السلطة التي لا يملك منها الفلسطينيون سوى الألقاب، وأكاذيب التحرير والانتصار والإنجازات، كذبة كانت حقيقة في بدايتها, ثم تدهورت الى حال الكلام الكاذب التافه, ان الان ما هو موجود ميليشيات القمع تحت لافتتي الدين والوطن البريئين والله أعلم.
كل ما تبقى لنا بعد أن صار ربع الوطن وطنين، وصارت السلطة أمّ الأهداف، وصرنا مسحوقين بين الاحتلال وبين الفصائلية التي كل ما عندها تقمص شخصية الاحتلال، وربما بشكل أسوأ في بعض الأحيان، كل ما تبقى لنا، أن نملك حرية الرأي فيما تبقى لنا من كثافات سكانية في نصف ربع الوطن.
الذين يقولون بالاحتلال والعدو الصهيوني، وإسرائيل، يمارسون الكذب على أنفسهم وعلينا اتركوا كذبكم لكم، واتركونا عراة من خداعكم وتضليلكم، فأنتم القيادات العظيمة وضعتم الاحتلال جانباً، وقدمتم له هدنة مجانية، وأخذتم تنوبون عنه في القمع والاعتقال والخطف والقتل، وأصبحت الجثث تتبعثر هنا وهناك.
إن المعركة الاستراتيجية والتكتيكية لم تعد مع الاحتلال ومع الكيان الصهيوني حاليا، وإنما أصبحت المعركة بين فتح وحماس، بين دولة غزة الحمساوية ودولة منظمة التحرير الضفاوية، وهي معركة مفتوحة على مدى لا نهائي على الأقل حتى اللحظة الراهنة والمستمرة الى اجل غير معروف
ان حوار أكثر من عام وصل حد الكعبة المشرفة، وكانت نتيجته هذه الدموية المرعبة واعطاء إجازة للاحتلال لتنوب عنه، وتقسيم الوطن المقسم إلى قسمين فماذا ستكون نتيجة حوار آخر؟!.هؤلاء "سلطويون" لا قيمة عندهم لا للحياة، ولا الأرض، ولا الشعب، كل ما يهمهم سلطة وتحت الاحتلال فأي حوار سوف يلائمهم؟!.
الاحتلال يملك اجازة مفتوحة، وبذلك أصبحنا أمام دولتين، لم تفرزهما معادلة داخلية محلية، وإنما معادلة إقليمية دولية، وثقافة عنصرية، وأصبحت المعركة بين فتح وحماس "سلطوية" وبامتياز.ان العدو يستلقي على ظهره ضحكاً واستهزاءً بنا، بين محاربة التيار الانقلابي في القطاع والتيار الهزيل المتخاذل في الضفة.
إن الناس الذين وقعوا ضحية لهذه الفصائلية السلطوية يقعون ضحية للإعلام التافه الدموي، عبر السؤال العفوي مَن على صح ومَن على خطأ، وفي الاجابة..كلهم خطاؤون، فإذا كانت حماس غير قادرة على فتح مجرد معبر، فهل ستكون قادرة على تحرير فلسطين من الكيان الصهيوني المغتصب، وإذا كانت فتح غير قادرة على إزالة حاجز واحد فهل ستنهي الاحتلال!!؟
إن قطاع غزة لم يتحرر ولم ينته احتلاله، فقط كل ما فعلته الدولة العبرية المحتلة إعادة انتاج الاحتلال من جديد، وهذا كل ما في الأمر، وهؤلاء الذين يصرخون شأنهم شأن من هم في السجون، وهذا واقع الحال فهل كان لا بد من هذه الفضيحة كي يكتشف الناس كم قياداتنا تمارس الكذب..!.؟
لا يوجد شيء..كل ما هو موجود، هاتان الدولتان اللتان تتصارعان، وعدا ذلك لا شيء، فالدولة العبرية لن تتدخل وبأي شكل كان لتغيير هذا الواقع الأيديولوجي، الفلسطيني، والذين يعتقدون أنها ستعمل وبأي شكل لإضعاف دولة حماس هم واهمون، والذين يقعون ضحية خطابات القيادات العنترية، أو انها ستعمل على تقوية دولة منظمة التحرير في الضفة هم واهمون
إن هذه اليقظة الدولية والاقليمية عدائية لدولة حماس، مصادقة لدولة منظمة التحرير، هي دخول طبيعي على خط "مأساوية القضية"، التي فعلت المنظمات ما عجزت عنه دولة الاحتلال في شطب القضية لدرجة لم يتبق منها شيء.وإذا كانت الدولة العبرية، لم تعط شيئاً للفلسطينيين في عز قوتهم، فهل ستعطي لهم شيئاً وهم "يخوضون المعركة ضد بعضهم"؟! وإذا كانت واشنطن تحارب الفلسطينيين وبكافة الأشكال، فهل ستكون الصديقة لهم، وهم ضعفاء؟!.
إن ما يجري، وباختصار، هو تدخل إقليمي ودولي نشط، للإجهاز على القضية التي لم تعد سوى جغرافية سكانية تبحث عمّن يقدم لها الماء والدواء والغذاء والكساء، والقيادات العظيمة تتحدث عن الانتصار والإنجاز، وأمن الأمن في القطاع الذي بدأ يستيقظ على جثة جديدة، وأمن الاقتصاد في الضفة الهارب نحو الخارج
إن ما يجري، وباختصار، هو تدخل إقليمي ودولي نشط، للإجهاز على القضية التي لم تعد سوى جغرافية سكانية تبحث عمّن يقدم لها الماء والدواء والغذاء والكساء، والقيادات العظيمة تتحدث عن الانتصار والإنجاز، وأمن الأمن في القطاع الذي بدأ يستيقظ على جثة جديدة، وأمن الاقتصاد في الضفة الهارب نحو الخارج
0 تعليقات:
إرسال تعليق
الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]
<< الصفحة الرئيسية